أبقنتُ بالخمرِ حتى خلتُهُ خلقا
للكأسِ ديناً وللندمانِ مُعتنقا
وقلتُ للصاحبِ الصّاحي ملاطفةً
دعِ المجالسَ إنْ لم تشربِ العرقا
هذي الموائدُ ما زلنا ننادمها
منذُ احتلمنا ولم تتُركْ لنا رمقا
يفوحُ منها عبيرٌ نحنُ ندركُهُ
ماذا سنفعلُ لو في غفلةٍ سُرقِا
أنتَ الوحيدُ الذي كانت أصابعنا
تُشيرُ نحوكَ يامن تنهبُ العبقا
***
من لي بداليهِ في الكومِ رائعةٍ
لا أثمرتْ عنباً أو أورقتْ ورقا
حتى تُبلغَ للكرام قولتها :
الخمرُ جرمٌ ولا يسقى وإنْ عُتقا
إلاَّ لمنْ يفتنُ الدنيا بمنطقهِ
أو مدَّ كفَّا تلاقي كفهُ الأفقا
أمَّا الرضيعُ فعبئ في زجاجتهِ
من سالفِ الخمرِ تلق الطفل قد فهقا
ينسابُ شدواً من التغريدِ مبعثُهُ
قربُ الشرابِ فإن أبعدتهُ شهقا
فالخمرُ معجرةُ الدنيا فإنْ عجزتْ
فالعيبُ فينا فمن في المهدِ قد نطقا
منقول